هذا ما قاله الشيخ الجليل ابن القيّم الجوزية مؤكدا لأهمية اللغة العربية منذ قرون مضت ، ولكن هل سمعت ما قاله الشيخ مصطفى الرافعي من شعر يصف فيه حال اللغة العربية في القرن الماضي ؟؟؟! فماذا فعلنا نحن ياترى على مدار قرن ؟!
يقول:
أمٌّ يكيـد لهـا مـن نسلهـا العقـب ولا نقيصـةُ إلا مـا جنـى النسـبُ
كانت لهم سببـاً فـي كـل مكرمـة وهـم لنكبتهـا مـن دهرهـا سبـب
لاعيب في العرب العرباء إن نطقـوا بيـن الأعاجـم إلا أنهـم عــرب
والطير تصدح شتـى كالأنـام ومـا عند الغراب يزكى البلبـل الطـرب
أتى عليهـا طـوال الدهـر ناصعـة كطلعة الشمس لم تعلق بهـا الريـب
ثم استفاضـت ديـاج فـي جوانبهـا كالبدر قد طمست من نوره السحـب
ثم استضاءت فقالـوا الفجـر يعقبـه صبح فكـان ولكـن فجرهـا كـذب
ثم اختفت وعليهـا الشمـس شاهـدة كأنهـا جمـرة فـي الجـو تلتهـب
سلوا الكواكـب كـم جيـل تداولهـا ولـم تـزل نيّـراتٍ هـذه الشهـب
وسائلوا الناس كم في الأرض من لغة قديمة جددت مـن زهوهـا الحقـب
ونحن في عجب يلهـو الزمـان بنـا لم نعتبـر ولبئس الشيمـة العجـب
إن الأمور لمـن قـد بـات يطلبهـا فكيـف تبقـى إذا طلابهـا ذهـبـوا
كان الزمـان لهـا واللسـنُ جامعـة فقـد غدونـا لـه والأمـر ينقلـب
وكـان مـن قبلنـا يرجوننـا خلفـاً فاليوم لو نظروا مـن بعدهـم ندبـوا
أنتـرك الغـرب يلهينـا بزخـرفـه ومشرق الشمـس يبكينـا وينتحـب
وعندنـا نهـر عــذب لشـاربـه فكيف نتركه فـي البحـر ينسـرب
وأيمـا لغـة تنسـي امـرأً لـغـةً فإنهـا نكبـةٌ مـن فيـهِ تنسـكـب
لكم بكى القول في ظل القصور على أيـامِ كانـت خيـام البيـد والطنـب
والشمـس تلفحـه والريـح تنفحـه والظـل يعـوذه المـاء والعـشـب
أرى نفوس الـورى شتـى وقيمتهـا عنـدي تأثّرهـا لا العـزّ والطلـب
ألم تر الحطب استعلى فصار لظـىً لمّا تأثر من مـس اللظـى الحطـب
فهل نضيع مـا أبقـى الزمـان لنـا و ننفض الكف لا مجـدٌ ولا حسـب
إنا إذاً سبّـة فـي الشـرق فاضحـةٌ والشـرق وإن كنـا بــه خــرب
هيهات ينفعنـا هـذا الصيـاح فمـا يجدي الجبان إذا روّعتـه الصخَـب
ومن يكن عاجـزاً عـن دفـع نائبـة فقصـر ذلـك أن تلقـاه يحتـسـب
إذا اللغـات ازدهـت فقـد ضمنـت للعـرب أي فخـارٍ بينهـا الكـتـب
وفي المعادنِ مـا تمضـي برونقه يد الصدا غير أن لا يصـدأ الذهـب