[b][right][justify]
زعمهم باطلٌ
يزعم بعض من لا يعرف طبيعة اللغة أن اللغة الفصحى مسؤولة عن الضعف في التحصيل، وسأدلل على بطلان ذلك بأمثلة تعرفونها ويعرفها الذين يريدون أن يجعلوا التدريس باللغة الأجنبية معالجاً هذا الضعف. دول غرب إفريقيا وشمالها بما في ذلك الدول العربية ( الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا) كلها تدرس في مدارسها وفي جامعاتها باللغة الفرنسية وهي اللغة الأولى في هذه الدول، والمغاربة والجزائريون يجيد المتعلمون منهم الفرنسية ويحسنونها تحدثاً وكتابة مثل الفرنسيين ومع هذه الإجادة للغة لم يحدث فيها تقدم يذكر ولا أصبحوا مثل أقرانهم الفرنسيين ولا قاربوا ذلك، والسبب هو الازدواج الثقافي والذهني بين الفرنسية لغة التعلم وبين البيئة العربية. فقد خلق انعدام التوازن نوعاً من التشتت الذهني فتولد عن ذلك نوع من الازدواج الثقافي الذي لا يساعد على الإبداع بل يساعد على انفصام الشخصية العلمية للطالب وتفكك الإدراك وتشتيت الذهن بين متناقضين ومتعارضين، لغة الطالب الأصلية، واللغة التي يكتسبها بالتعلم فلا هو يفكر تفكيراً كاملاً بلغته الأصلية ولا هو منقطع إلى لغة التعلم التي يتعلم بها علومه في المدارس والجامعات.
وأظن أن هذا هو الحال نفسه بالنسبة للغة الأنكليزية.